إنها مشكلة المشاكل ومشكلة اعتقد بأنها بحاجة إلي ساحر أو جنيّ ليقوم بحلها إنها بالطبع مشكلة يعرفها الفلسطيني الذي يقطن غزة وبكل تأكيد إنها مشكلة وأزمة الكهرباء .
بدأت تلك الشركة عملها في15 آذار 2004 كشركة مساهمة محدودة لتخدم الكل الفلسطيني ولتنير بيوت المواطنين ولكنها أصبحت أداة من أدوات الحسابات الفئوية والتحكم والقتل الجماعي .
أول شركة ومحطة التوليد
حصلت تلك الشركة على الحق في تزويد القطاع بالكهرباء بناء على مبدأ السيادة الوطنية (التي لم تتحقق ولن تتحقق) على الأراضي الفلسطينية والتي عملت بقدرة إنتاجية تبلغ 140 ميجا وات, وتقبع محطة التوليد على الأراضي الواقع عليها مخيم النصيرات للاجئين حيث يتم تخزين الوقود في تلك المحطة , فالمحطة تملك خزانين كبيرين سعة الواحد 10,000 متر مكعب، حيث يبلغ متوسط الاستهلاك اليومي من زيت الديزل حوالي 700 متر مكعب عند تشغيل المحطة بالكامل مع العلم بان قطاع غزة يستهلك فى فصل الخريف والربيع 330 ميقا من الكهرباء ، وفى فصل الشتاء والصيف 450 ميقا .
هُدي وأفلام الكذب
(ان لم تستحٍ فافعل ما شئت) فى الفترة الماضية هلّت علينا هُدي بمنخفض اكتسح بلاد الشام قادما من روسيا بمنخفض اسكندينافي بارد شديد البرودة وقارس ,فأتت هّدي لتكشف زيف وأكاذيب المسئولين فقد صرح فتحى الشيخ خليل مدير عام شركة توزيع الكهرباء بقطاع غزة وبعد دخول أكثر من 350 ألف لتر من السولار بأن تلك الكمية ستكون احتياطيا لمواجهة المنخفض ,ولكن وفى ليلة وضحاها اختفت تلك الحمولة دون سابق إنذار تماما كما هي أزمة الكهرباء المفتعلة والتي رأت النور مع حضور وزراء حكومة التوافق, مضيفا بأنه لا يضمن وصول الكهرباء لمنازل المواطنين في قطاع غزة لساعة واحدة متواصلة خلال الأيام المقبلة ، نظرا لبدء المنخفض الجوى وانخفاض درجات الحرارة وسرعة الرياح .
معاناة وتراشقات هنا وهناك
وبفعل انقطاع الكهرباء والتي وبالكاد نراها تفاقمت معانات المواطنين فوق معاناتهم السابقة واللاحقة والقادمة , وفي ظل هذه المعاناة لا تتواني الأحزاب المسيطرة على زمام الحكم بتراشق ورمي الاتهامات على هذا الطرف وذاك هربا من المسئولية وتلميعا لآخر على حساب آخر, فمع تشكيل حكومة التوافق أو الاتفاق على أمل نهاية الانقسام بدأت عملية الرمي للأزمات فى حضن تلك الحكومة التي لا صلاحيات لها على أرض الواقع حتي تلك اللحظة فرغبة الطرفين فى عدم توفير المناخ المناسب لها شّكل أزمة أخري من الأزمات .
الحصار والاحتلال والكهرباء
وحينما تظهر لنا أزمة من الأزمات دائما ما يكون هناك شماعة تساعد المتحكمين فى رميها عليه وهو الاحتلال فالاحتلال له دور والكل يعلم ولكن الاحتلال يري ما يفعله أصحاب القرار وبناءا عليه يتصرف فدعونا لا نرمي أزماتنا ونساعد أنفسنا على التخلص من داء التراشقات والهرب من المسئوليات .
كبش الفدا عائلة الهبيل
ومع انقطاع الكهرباء من الطبيعي أن يظهر لنا كبش الفدا فقد كانت عائلة الهبيل القاطنين في مخيم الشاطئ بقطاع غزة مثالا بسيطا جدا للمأساة المتجددة في قطع غزة , فقد حُرق طفلان لتلك العائلة (عُمر وخالد 4-2 أعوام) طفلان بعمر الزهور قضوا بسبب شمعة أرادوا من خلالها إنارة غرفة نومهم على رغبة في رؤية النور في ظل هذا الكهف المظلم فكانت النيران لهم سوطا قويا تخبرهم بأنه الضمير قد مات وعمر بن الخطاب مات أيضا .
آراء الفيسبوكيين
وقد قالت المواطنة من غزة دانا خالد تعليقا على الأزمة وتجديد اعفاء الوقود المزود لمحطة كهرباء غزة قائلاً عبر الفيس بوك ( بطلنا نفهم،، اللي بدي افهموا وينتا بدها تشتغل شركة الكهربا عنا؟ بدنا كهربا حرام على الحكومتين) .
وقالت أخري بياض الثلج (اصبحت قضيتنا قضيه غاز وسوﻻر وبنزين حتى لو سألت شو عاصمه هالبلد تصدق راح نقول نسينا الله يرحم شهدائنا الى ضحوا بدمهم لبلد اصبحت فعلا ﻻ تستحق للاسف )
وقال آخر وهو ياسين (لو أرسلت الحكومة الوقود مجانا وبدون ضرائب فإن الحرامية سيسرقونه ليقولوا شركة الكهرباء لا تعمل ..الحل هو تغيير المافيات المستفيدة أو حرقهم لتشغيل محطة الكهرباء بشحومهم ) .
حتي يأذن الله
تلك المشكلة تحتاج الي أصحاب الضمير والقادة الذين يمكنهم القيام بالأفعال لا الأقوال تحتاج الي وقفة ومحاسبة المخطأ ووضع اليد على الجُرح واستئصال السرطان الذي أصبحت الكهرباء جزاءا من السُم الذي يستغله لنشر المعاناة فى جسد المواطن الفلسطيني المسكين الذي لا حول له الا أن يرضخ لحكومتين همهما الأول والأخير اشباع بطونهم السمان وهم وأتباعهم .